اللظى الكويتي

نشر في 24-09-2011
آخر تحديث 24-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 فراس خورشيد اتجهت الشعوب إلى ركوب موجة الحرية والثورة ضد الحكومات الاستبدادية، وكل ما تريده هو إعمال دستور يحفظ حقوقها الإنسانية ومكتسباتها السياسية، حتى تأخذ مكانها في إدارة شؤونها، فكان مستحقاً لها أن تسمي تحركها في هذا الاتجاه "بالربيع" بغض النظر إن أمطرت سماؤها وشقت أراضيها مزهرة، أم حبس الغيث عنها وبقية جرادئها تروي ملحمة الإباء والكرامة.

أما ما يجري في الكويت تحت ظل نظام ديمقراطي يحلم به أغلب العرب حتى بعد ثوراتهم، فلا يمكن أن يسمى ربيعا، فكل ما يجري يوحي بأن هناك من يريد القفز على القانون باسم القانون، وعلى الدستور باسم الدستور، وعلى حقوق الوطن والمواطنين باسم الحقوق الفردية، فقد ضاعت من المعارضة الجديدة المستجدة أصول الديمقراطية وحسابات السياسة، ولم يعودوا يميزون السياسة من القضاء، ولا السياسي من القاضي، وانعدم التمييز ببين المهم والأهم، فيقف البلد لخمسة ملايين وتهمل المليارات دون رقابة، ثم تقوم الدنيا عندنا على دعوى 25  مليون دينار قبل ثبوت الجريمة أو حتى معرفتها، فهل هي غسل أموال أم رشوة عرف فيها الراشي والمرتشي؟ أم ستكون هدية أو سلفة أو غير ذلك، فنرى بعض معتلي السياسة يتقمصون دور القضاء ويصدرون حكماً بثبوت جريمة مجهولة على متهمين مجهولين ثم يطالبون بالقصاص، ومرادهم من ذلك إثبات أن النظام فاسد يجب زواله ولو كانت التهم وهمية؟

ولا أدري ماذا سيقولون إن لم يثبت القضاء أي تهمة على النواب؟ هل سيشككون في القضاء أم ينسحبون من المعترك السياسي أم يواصلون تحركهم بصلافة؟

وعلى الجهة الأخرى هناك من يقف ضد هذه المعارضة ويقول: لا يختلف اثنان على وجود الفساد في الحكومة، وفي أروقة الدولة منذ دستور62، فمنها المالي ومنها الإداري ومنها السياسي، وحتى التجنيس السياسي وجه من وجوه الفساد وتزوير لإرادة الشعب، ولكن بما أن السياسة ليست قضاء، فإن السياسيين يتجهون للأخذ بما هو أقل ضررا؛ دافعين الضرر الأكبر، ولو عدمت المنفعة "فدفع الضرر مقدم على جلب المنفعة".

فزوابع المعارضة الجديدة هي أضر فساد مرّ على تاريخ الكويت، فهي ليست ربيعاً بل لظى يحرق الكويت، فبين حكومة فاسدة ومعارضة أفسد جاهلة بأصول السياسة والأخلاقيات الإنسانية والإسلامية فاقدة لأي رؤية واضحة، ولا تمتلك ميثاق شرف يحدد ملامح ما تسعى إليه ويحفظ سلامة الكويت وشعبها، تفوح من بعض أطرافها ريح التفرقة والطائفية والتمييز والتكفير والاستبداد بالكويت ومقدراتها ومستقبلها، وتجيرها لمصالحها وأفكارها وأجنداتها، وتفوز حكومتنا بلا شك بأنها أهون الشرور.

back to top