قطو الحكومة المحترم !


نشر في 20-02-2011
آخر تحديث 20-02-2011 | 00:01
 خلف الحربي يروى أن أعرابياً أقبل على إحدى المدن، وشاهد قطاً لأول مرة في حياته، فأمسك به ودخل المدينة, سأل أول رجل صادفه: «ما اسم هذا؟» فأجابه الرجل: «قط», ثم سأل آخر للتأكد فأجابه: «هر», ثم سأل ثالثاً للترجيح فأجابه: «بزون»، ثم سأل رابعاً لحسم الأمر فأجابه: «بس»!, فشعر بأهمية هذا الحيوان الصغير الذي في يده، وذهب فوراً إلى السوق ليبيعه, ولكنه بقي طوال النهار يعدد أسماءه في وسط السوق دون أن يأتي إليه مشتر واحد, وفي آخر اليوم جاءه رجل يبدو أنه أشفق عليه– أو لعله أشفق على القط– وعرض عليه أن يشتري القط بدرهم واحد، فألقى به الأعرابي أرضا، وهو يقول: «قاتلك الله ما أكثر أسماءك وما أرخص ثمنك!».

ولو أردنا الحديث عن الأشياء التي تحمل أسماء رنانة ومتعددة لكنها لا تحمل أي قيمة فعلية لما انتهينا أبدا, لذلك سنركز حديثنا على «القطاوة» فهذا أجدى وأنفع, حيث كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن هوية الموظف الجديد في مقر إقامته «10 داوننغ ستريت» وهو هر اسمه «لاري» قال إنه: «يتمتع بحس قنص كبير» وحدد مهمته بالقضاء على الجرذان.

ومما يجدر ذكره أن القط «لاري» البالغ أربع سنوات اختير من ملجأ للحيوانات الضالة «أي أنه هلفوت وليس ولد حمايل!» ولكنه وصل إلى هذا المنصب الرفيع عبر آلية أقرب ما تكون إلى الانتخاب، حيث اختاره أعضاء فريق كاميرون أولا، ثم أعطى أطفال رئيس الوزراء موافقتهم عليه... الديمقراطية دائما تبدأ من البيت!

وقال ناطق باسم مقر الحكومة: «في الملجأ أظهر لاري حس قنص عاليا، حيث كان يلهو بدمى على شكل فئران ولا يمكن ضمان شيء، ولكن الموظفين على اقتناع أنه سيكون على قدر المهمة», وسيكون «لاري» مكلفا بالقضاء على الجرذان في مقر إقامة كاميرون بعدما شوهد جرذ أمام مدخل «10 داوننغ ستريت» مرتين خلال بث مباشر عبر التلفزيون «هذا 10 داوننغ ستريت... وإلا كورنيش جدة؟!».

ومن أشهر من تولوا هذا المنصب الرفيع «قطو الحكومة» هو الهر «هامفري» الذي أشك أنه قط من أصل عربي لأنه يعشق التمديد والتجديد! حيث عاصر ثلاثة رؤساء حكومة هم «مارغريت تاتشر، وجون ميجور، وتوني بلير», ولكن الإنكليز لا يمكن أن يقبلوا بالتمديد الأبدي، فهم قوم عرفوا بالجحود والنكران، وسرعان ما «تهون عليهم العشرة» لذلك وضعوا حدا لخدماته الجليلة للوطن والأمة، وأحالوه إلى التقاعد عام 1997, وتقول بعض الشائعات المغرضة إن تشيري زوجة بلير لم تكن راغبة في بقاء ذلك الهر العجوز «في كل تعديل حكومي... فتش عن المرأة!».

وتخصص ميزانية الأمانة العامة للحكومة البريطانية مئة جنيه إسترليني «حوالي 160 دولارا»، للاهتمام بالهر، ولكن في ظل مرحلة التقشف الكبير التي تمر بها بريطانيا لم يوضح الناطق باسم الحكومة ما إذا كانت عائلة كاميرون ستمول خدمات «لاري» أم أن الدولة هي من سيتولى تمويل خدمات لاري؟ «الصراحة الإنكليز بخلاء وما يستحون من أنهم يوقفون عند 160 دولارا... الله يعز العربان عندهم من 160 مليون دولار ونازل يعتبر الجيب واحد... وما يقدر الناطق باسم الحكومة يقول أكثر من: مياو... مياو».

* كاتب سعودي

back to top