ثورات الحقيقة!

نشر في 09-02-2011
آخر تحديث 09-02-2011 | 00:00
 عبدالله المسفر كتبنا في مقالات سابقة عن ثورة الجياع وثورة الخبز... وقلنا إن الجوع والفقر يؤديان إلى ثورة الشعوب التي هي أمر حتمي لسوء التخطيط والتخبط الإداري في الدولة وانفراد الحكومات بالسلطة وقهرها لشعوبها.

وشاهدنا ما حدث في تونس وثورتها التي قلبت موازين القوة وغيرت المفاهيم، وقال الشعب كلمته لا للاستبداد والاستعباد حتى هرب الرئيس بن علي إلى المملكة العربية السعودية، بعد خطابه الشهير الذي ردد فيه كلمته الأخيرة «فهمتكم»، وما هي إلا أيام لتكرار المشهد في أرض الكنانة وانتفاض الشعب المصري؛ ليعيد للإنسان العربي كرامته، ويصرخ في وجه الأنظمة الاستبدادية «لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً».

ما يحدث في مصر الآن أمر يقلق كل العرب بل العالم أجمع، ويجعلنا لا نغادر شاشات التلفاز، فمصر هي قلب العروبة النابض؛ إن استقرت نعمنا بالاستقرار وإن توترت عشنا في تهديد دائم وقلق وريبة.

وحتى بعد مرور ما يقارب الخمسة عشر يوماً على انطلاق الثورة المصرية الحديثة والقوية، فإننا لا نعرف ما يمكن أن تتطور إليه الأمور؛ لكننا بأي حال نتمنى الأمن والاستقرار لمصر الغالية.

الرئيس المصري حسني مبارك له مواقف شجاعة مع إخوانه العرب وبالتحديد الكويت، فلا يمكن أن ننكر فضل مصر وموقف زعيمها مبارك من العدوان العراقي الغاشم، لكننا نقول إن الشعب المصري له كلمته التي علينا أن نسمعها ونعيها.

إن الشعوب هي التي تقرر مصيرها، ومخطئ من يحاول أن يتدخل في شأن داخلي لبلد غير بلده، لذلك كل ما نرجوه ونتمناه من الله عز وجل أن تعود مصر لتواصل دورها كدولة زعيمة للعرب، كشقيقة كبرى نستظل بظلها ونشعر بالأمان بوجودها وبعافيتها.

ما نخشاه الآن، وبعد أن رحل خوف الشعوب من الأنظمة الحاكمة إلى غير رجعة، أن تمتد الثورات الشعبية إلى كثير من البلدان العربية، بل إن هناك دولاً في المنطقة العربية بالفعل بدأت فيها إرهاصات المظاهرات الحاشدة، فها هو اليمن ينتفض فيسارع الرئيس علي عبدالله صالح بالإعلان أنه لن يترشح مرة أخرى، ولن يورث الحكم لولده.

وها هي الإرهاصات تبدأ بالأردن فيحل الملك الحكومة، وأيضا في الجزائر فتمنع التظاهر في العاصمة... و»الحبل على الجرار» كما يقولون، وشاهدنا أخيراً مظاهرات نسائية في المملكة العربية السعودية لزوجات المساجين في الرياض يطالبن بالإفراج عن أزواجهن ولا نعلم ما ستتطور إليه الأوضاع.

المطلوب من الأنظمة العربية أن تستمع إلى شعوبها، ولابد أن تتغير السياسات في عصر الإنترنت والانفتاح على العالم، وهذه الثورة المعلوماتية جعلت الناس تقارن بين أوضاعها وأوضاع الآخرين في البلدان الأخرى.

لم يعد الأمر من الممكن السيطرة عليه، ولم يعد من الممكن الضحك على ذقون الشعوب، فالثورات قادمة ولن تستثني حاكماً لم يقم بإصلاحات في بلاده وفتح المجال للديمقراطية الحقة وحرية الصحافة والإسراع في التنمية... فهل يفهمون الآن قبل أن يصلوا إلى مرحلة الفهم التي وصل إليها بن علي؟!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top