السيرة الذاتية لطائر الصحراء - 39

نشر في 06-08-2008
آخر تحديث 06-08-2008 | 00:00
No Image Caption
 سليمان الفليح لصوص معتبرون

ذكرت في الحلقة الماضية أنني عرفت الصديق عيسى العصفور في «السلفر ستار» أي النجم الفضي، وهو مطعم صيني في السالمية، إذ كنت بصحبة زميلة صحافية تجري حوارا معي، وكان هو يجلس وبعض الاصدقاء على طاولة بالقرب منا، ثم دعانا بعد أن أنهينا الحوار الصحافي إلى طاولته، وكان يتناول الأرز في «شوبي ستيكس» أي العيدان الصينية.

بعد تلك الدعوة «الصينية» الكريمة أصبحنا نلتقي يوميا في «النجم الفضي»، ولنا زاوية رائعة في ذلك المطعم الفاخر، واستطعنا أن نوثق العلاقة مع «مستر نور» الباكستاني الأصل، الذي يدير المطعم مع زوجته الألمانية الشقراء التي كانت كثيرا ما تبدو فظّة مع الجراسين الصينيين المهذبين، ثم أقمت أنا علاقة غريبة مع مخلوقة رائعة اسمها «عزيزة» «المشخلعة»، ولكي لا تذهب أفكاركم بعيدا فإن عزيزة تلك مجرد سمكة ملونة راقصة تشبه إلى حد ما راقصات الملاهي الليلية في بعض العواصم العربية، وكنت أجلب لها فتات الطعام لكي تمارس أمامنا الرقص في الحوض الزجاجي الشفاف، وكانت هي سلوتنا أنا وعيسى حينما ينقطع بيننا الحديث، وبالطبع قد كتبت في «النجم الفضي» العديد من القصائد لكثرة ما سهرنا فيه ليالي الود والشباب وحب كل ما هو جميل في الحياة.

وكنا (عيسى وأنا) ننتقل يوميا بين «ريكاردو» الشيراتون و«سيزار» السالمية او «سيزار» الصالحية او في «صالة الحمراء»، وكان عيسى يجمع جمعا رائعا من الاصدقاء وبشكل دائم مثل الدكتور فؤاد زكريا، الدكتور سهيل الطويل، الدكتور عبدالاله ابو عياش وشقيقه الدكتور سعود ابو عياش والدكتور الشاعر عادل فاخوري، صاحب القصيدة الحركية والقصيدة المغناطيسية، واحد شعراء مجلة الرصيف، والدكتور الراحل احمد الربعي، رحمه الله، والدكتورين الشقيقين احمد ومحمد البستان، والصديق الكاتب الاقتصادي عامر التميمي والدكتور عبدالعظيم انيس والصديق المحبوب محبوب العبدالله والشاعر محمد الاسعد والدكتور اسعد عبدالرحمن، وعبداللطيف الصقر واحمد الايوب والفنان الكاريكاتيري هاني مظهر والمهندس المبدع فاضل العبار وغيرهم وغيرهم من العديد من الصديقات المثقفات اللواتي يجمّلن المكان بأفكارهن لا بأزيائهن وإبداعاتهن لا وكان كلما حل ضيف من المثقفين على الكويت، أو أقيمت بها أي فعالية ثقافية، كان عيسى يدعو ضيوفها إما الى مطعم راق او الى مخيمه المميز الذي اقامه في الصحراء، ولعلي في هذا الصدد أذكر حكاية طريفة عن تلك الصداقات والتنقلات، إذ قررنا انا والصديق فاضل، وبعد ان تناولنا العشاء في الشيراتون، أن نسرق بعض المحتويات من مطعم الريكاردو الذي كان يشرف عليه صديق لنا اسمه مسعود، وكان مسعود هذا من اروع الناس وألطفهم، لذلك ملأنا جيوبنا وحقيبة معنا بمجموعة ثمينة من الملاعق الفضية والشمعدانات، والسكاكين والممالح، وكل ما غلى ثمنه وخف حمله، وحينما خرجنا من المطعم تحدانا عيسى ان نكون لصوصا حقيقيين، لا نسرق ما خف حمله بل ما ثقل حمله، فحملنا طفاية ذهبية كبيرة أنا وفاضل وخرجنا من الباب الرئيسي للفندق، ولم ينتبه إلينا أحد الا حينما دعونا ذات يوم صديقنا مسعود، فاكتشف أننا لصوص معتبرون، بمقدورنا أن نسرق حتى مسعود ذاته، بشحمه ولحمه.

back to top