ما يحدث بين السلطتين... أزمة سياسية أم أزمة إدارية؟

نشر في 02-07-2007
آخر تحديث 02-07-2007 | 00:00
 فهد العتيبي لقد انتهج مجتمعنا، سبيل الديموقراطية، حكماً وعملاً ونص الدستور على ذلك، ومن مقومات الديموقراطية وأعمدتها الأساسية هو الشفافية في التعامل، واحترام رأي الآخرين وحرياتهم، ناهيك عن احترام شخوصهم من الكلام اللاذع والتجريح.

منذ أقل من سنتين، والمجتمع الكويتي يعاني التنافر والخلافات والصراعات المستمرة تحت عناوين مختلفة ما بين «الحكومة» و «مجلس الأمة»، ونسي القائمون عليهما وأعضاؤهما أن هذين الجهازين هما أداة مهمة، بل رئيسة في إدارة الحكم بالبلاد طبقاً للدستور. وفي ظل هذه الصراعات التي لاترقى إلى مستوى الديموقراطية، لاأحد يعلم أين ستصل البلاد بنتائج هذا الشد السلبي والعناد غير المبرر، فالشعوب تتطور وتتقدم لتحقيق أهدافها وتأمين حياتها في المستقبل معتمدة على التوافق والانسجام في أجندة العمل بين أجهزة الحكم والإدارة المقررة، حسب الدستور، أما عندنا مع شديد الأسف، فأجندة العمل لا تحمل هذا التوجه ولا تنطوي على أي انسجام.

هل لدينا أزمة سياسية أم ماذا؟ نحن مجتمع صغير وتسود بيننا العلاقات الأخوية وحتى صلة الرحم والقرابة والجيرة، فلذلك لا توجد توجهات سياسية ذات أبعاد متطرفة غريبة على مجتمعنا، وكلنا ندور في فلك واحد، نحترم منظومة الحكم حسب الدستور، وحسبما ألفناه من توافق سياسي منذ القدم، إذن الخلاف ليس سياسياً.

لا أحد ينفي الحق المطلق لأعضاء مجلس الأمة المحترمين في السؤال المغلظ «الاستجواب»، ولكن ما لا نطيقه نحن المواطنين، هو الغايات المخيفة في طيات هذه الاستجوابات، إن الوزراء الآن أصبحوا لا يستطيعون إدارة وزاراتهم بشكل طبيعي، ولم يعطوا الفرص الكافية لتحقيق النتائج المطلوبة منهم.

أما الجانب الآخر فهو أعضاء مجلس الأمة، لم نسمع نهائيا عن اجتماعاتهم من أجل وضع خطة عمل لهم، لم يطلعونا عن خططهم خلال هذا الفصل التشريعي الحالي أو السابق أو اللاحق، فهم يختارون مواضيع عرضية، تخطر على بالهم بشكل فجائي.

إذاً الأزمة هي إدارة أولويات وإدارة تخطيط وتحديد أهداف، فالناس تريد المشاريع التنموية بأسلوب شفاف راق يخدم مصالح البلاد، فعلى الحكومة اختيار أعضائها وفق معايير الكفاءة والحنكة الإدارية المتميزة بعيداً عن المحاصصه السياسية أو غيرها، وعلى مجلس الأمة أن يضع خطة عمل وبرنامج أولويات وأن يزيد من اجتماعاته ليخدم الناس ومصالحهم.

إذا تعاملنا بمنتهى الشفافية والإخلاص نستطيع آنذاك القول إن تجربتنا الديموقراطية بألف خير، ولحظتها أيضا نقول إن لدينا مجلس أمة فعالاً يشرع ويراقب ويتابع ويحاسب، وإن لدينا حكومة ذات خطة طموحة وحكومة فعالة.

ياسادة ياكرام انظروا إلى حال خدماتنا التعليمية والصحية وطرقنا ومختلف الخدمات وقارنوها بأبسط دولة نامية، لحظتها تعرفون أن المنازعة والاختلاف يفشلان قوتنا وريحنا.

كم هو جميل أن نخطط لبلدنا، وكم هو أجمل أن ننجز لها المشاريع التنموية المميزة، وكم هو رائع جدا أن نعيش بسعادة وصفاء وأن يتقبل كل منا الآخر برحابة صدر لمصلحة هذا الوطن الكبير، هذا همّ من هموم الناس ومطلب حيوي عندهم إن لم تتوسطهم لا تعرف حقيقة ما يريدون.

back to top